اتحاد اولياء التلاميذ لشرق ولاية الجزائر  
 
  العمل التطوعي 09/05/2024 15 03 01 (UTC)
   
 
العمل التطوعي

لم يعد ينحصر العمل التطوعي على المفهوم التقليدي لدى الكثير من الأشخاص، على أنه موجه إلى فئة من فئات المجتمع كالأيتام و المعاقين و المشردين

و الفقراء ، بل تطور ليشمل مجالات أوسع أخذا شكلا جديدا تتناسق فيه جهود الهيئات الحكومية و غير الحكومية في  آن واحد ، حيث تحول من العمل التطوعي التلقائي البدني النابع من خصوصية مجتمعنا الجزائري إلى عمل منظم محدد المعالم و الأهداف يميزه تحقيق المنفعة العامة و كذلك محتويات برامج تسطرها الجهات الرسمية و يشارك في تفعيلها أشخاص متطوعون من المجتمع المدني منهم من هم منزوون تحت لواء الحركة الجمعوية و منهم من يفضل العمل بكل حرية ، دون انتظار الحصول على مقابل .

يعكس الروح الإنسانية و يجسد التكفل الاجتماعي، شباب يكرسون وقتهم و أنفسهم في سبيل العمل التطوعي

و آخرون ينفرون منه.

يرى ناشطون في الحركة الجمعوية أن العمل التطوعي بالجزائر على الرغم من القدر الذي عرفه من توسع في المجالات التي صار يشملها ، لا زال مقيدا بمجموعة من الاعتبارات شكلت عائقا أمام توسعه بل ساهمت حتى في تقليص دائرة المنخرطين فيه ، بعدما أصبحت النزعة الفردية تتحكم في العلاقات الإجتماعية فالكل يبحث عن تحقيق منفعته الشخصية غير مبال بالمصلحة العامة.

إن العمل التطوعي ثقافة يجب غرسها في نفوس الشباب في سن مبكرة و هو غريزة في الإنسان تنضج معه منذ الصغر، فهو سلوك مثلما يولد مع الإنسان يمكن غرسه فيه في مرحلة جد مبكرة من حياته حتى يشب عليه، مركزا على دور الأسرة و المدرسة في ذلك ، و المجتمع المدني عموما في هيكلته، فالعمل التطوعي حسب محدثنا ظاهرة اجتماعية ايجابية تمثل سلوكا حضاريا ترتقي به المجتمعات و الأمم و أنه مدرسة إنسانية ارتبطت ارتباطا وثيقا بكل معاني الخير و العمل الصالح ، إلا انه و مع تعقد العلاقات الإجتماعية في مجتمعنا في الوقت الحاضر أصبحت الأطراف الراعية للأعمال الخيرية ضرورة لا غنى عنها في أي مجتمع نظرا لما تسهم به في بناء و تماسك المجتمعات و دفع عجلة التنمية،و أصبحت الأعمال التطوعية أحد أهم الأسس التي تقوم عليها تلك الجمعيات  و المؤسسات الخيرية،  كما أصبحت تمثل تجسيدا عمليا لمبدأ التكافل الاجتماعي الذي حث عليه الدين الإسلامي.

العمل التطوعي بالجزائر بحاجة إلى هيكلة

اعتاد الجزائريون منذ القدم على التعاون و التشارك في تأدية بعض الأعمال بطريقة جماعية مثلا حملات التنظيف الأحياء و في الأعراس و المواسم

و المناسبات الدينية المختلفة فالجميع كبارا أو صغارا يخصصون جزءا بسيطا من وقتهم لعمل الخير دون انتظار مقابل ، فالفائدة و المنفعة تعود على الجميع.

في الماضي و إلى وقت غير بعيد كان سكان العاصمة يتجمعوا في شكل جمعيات شكلية و لكل واحد منهم مهمة واضحة و معينة متعارف عليها كأن يعتاد الأطفال على جمع النفايات في الحي مثلا ، فهذه المهمة توكل دائما لهم و  لا يمكن أن يؤديها الكبار بينما يقوم الكبار بمهمات أخرى.

ففي الأعراس ممثلا تنصب الخيام من طرفهم و تنظم ساحات استقبال الضيوف و مكان تصدير العروس من طرف الشباب و هي مظاهر تفتقدها العاصمة و باقي الولايات في وقتنا الحالي، ما عدا جنوب الوطن الذي لا زال أهله متمسكين بهذه العادة الحميدة.

تدخلت عدة عوامل في القضاء على ثقافة العمل التطوعي و حتى جمعيات المجتمع المدني و خاصة الخيرية منها ما عدا عدد يحصى على الأصابع اليد ، تخلت عن العمل التطوعي فالناشطون بها على اختلاف أعمارهم و مع اطلاعهم الجيد على أهداف و نوايا أعضاء الجمعية الخيرية إلا أنك تجدهم في الأخير يطالبون بمقابل لأعمالهم، ما يؤدي مع مرور الوقت إلى فشل و إحباط عزيمة القائمين على هذه الجمعيات لتزول و تندثر في نهاية المطاف بسبب تراجع عدد المتطوعين للعمل الخيري و كذلك توجيه مواردها لدفع أجرتهم فتصبح لا تكفي لسد نفقات المقر و النفقات الأخرى فكيف لتوجيهها في عمل الخير هنا يجب على الجهات المعنية تنظيم العمل الجمعوي و من ثم تأطير

و هيكلة العمل التطوعي.

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
Aujourd'hui sont déjà 12 visiteurs (12 hits) Ici!
Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement